أم قتادة وأم مجاهد، وغيرهما، أسماء عناصر نسائية تنتمي إلى "داعش"، تواجدن بكثافة داخل تجمعات "سكند لايف" الافتراضي الشهير، وذلك بهدف تجميل صورة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.


&

حسن حاميدوى- الرياض -ايلاف:&مثلما يتقدم تنظيم داعش على الأرض في مناطق مختلفة من سوريا والعراق، تتقدم أيضًا عناصره النسائية في الترويج للتنظيم على موقع الحياة الثانية أو ما يعرف علميًا بـ"سكند لايف"، ففي جزيرة شهيرة في الحياة الثانية، والتي تستقطب أعداداً كبيرة من العرب، وقفت أم قتادة - وهي ترتدي زياً محتشمًا - بين مجموعة من رواد الجزيرة لتتبادل معهم أطراف الحديث حول أحداث العراق وسوريا، وعند سؤالها عن مصادر الدعم، قالت أم قتادة، إن هدف التنظيم هو إعادة الخلافة ومحاربة دول الكفر، وأن من يمول التسليح والتدريب هو بيت مال المسلمين ، على حد وصفها.

&

ويعتبر سكند لايف أو الحياة الثانية، الموقع الأشهر للحياة الافتراضية على الإنترنت، حيث يعتبر مساحة غنية ومتعددة الاستخدامات، لأكثر من 20 مليون مستخدم هم عدد أعضائه، سواء لكسب الأموال، أو كمنابر سياسية أو كمساحة للتعايش بين الثقافات أو للتعليم عن بعد، حيث يحتوي على جميع أشكال الحياة الإنسانية، ويتصرف المقيمون فيه وكأنهم سكان في مدينة واقعية، يمارسون أعمالاً ونشاطات تحاكي الواقع كالتجول وتشييد المنازل وتأسيس الشركات، وممارسة الرياضة ومشاهدة حفلات السينما وحضور الفعاليات الثقافية.

وفي استفسار لـ "ايلاف" عن سبب عدم وضع "أم قتادة" لأي شعار يؤكد انتماءَها لتنظيم الدولة الإسلامية، قالت أم قتادة، إن شركات الانترنت تعمل دائمًا على إزالة هذه الشعارات فور الإبلاغ عنها، ومسح حسابات مستخدميها، &ما دفعها إلي عدم وضعه، بحسب تعبيرها، وهو ما اعتبره& يوسف جمير احد مرتادي "سكند لايف" رسالة إعلامية ذات أبعاد& إقناعية، غير أنه لم يستبعد &في حديثه لـ ايلاف" أن تكون دوافع أم قتادة فردية، إنها قد لا &تنتمي&للتنظيم وإنما من المتعاطفين معه ، مشيراً الى&أن التواجد الداعشي لا يحظى حتى الان برضا أو قبول قطاعات عربية عديدة في سكند لايف.

ويزخر عالم السكند لايف، بالعديد من الجزر والمدن الافتراضية، التي تشبه في بنائها هندسة المباني ثلاثية الأبعاد، فيما تميزها إمكانات التفاعل والتعارف بين رواد تلك المدن أو الجزر، صوتاً وكتابة، حيث تتيح لكل مستخدم شخصية (افتار) جرافيكية افتراضية، والحصول على اسم مستعار، ليقوم بعدها في& زيارة عالم الحياة الثانية، يبيع ويشتري ويدرس ويأكل ويمارس حياة طبيعية افتراضية، كما تعمل الحياة الثانية بصورة سهلة وبسيطة؛ إذ يكفي التسجيل في موقع "السكند لايف" مجانًا وتحميله على الكمبيوتر، للتواصل مع العالم الافتراضي.

وانضمت إلى عالم "سكند لايف" "أم مجاهد"، التي بخلاف زميلتها توجهت بحواراتها ونقاشاتها إلى الجمهور الغربي المتحدث باللغة الانجليزية، حيث حرصت على ارتداء زيها بلا حجاب، حيث تقضي أم مجاهد وقتًا يتراوح ما بين 4 إلى 5 ساعات يوميًا في جزر غربية مختلفة، وهو ما يفسره& "يوسف جمير" بسعيها إلى تكوين صداقات غربية& في سكند لايف ، فضلاً عن لقاء الناشطين الغربيين الذين يرتادون جزر سكندلايف باستمرار، لاسيما جزيرتي المالديف والسويد، حيث تحظى سكندلايف بالاعتراف الدبلوماسي من قبل هاتين الدولتين، وافتتحت كل منهما سفارة لها هناك.&

وخلال أحاديث "أم مجاهد" التي يغلب عليها الوضع السياسي بالشرق الأوسط ، تحرص أيضًا على الدفاع بإصرار عن داعش، حيث تقول إنهم يحاربون الباطل والفساد والظلم في العراق وسوريا وأن الحرب ستمتد& إلى بلاد& أخرى حتى يتحقق حلم الخلافة الإسلامية على حد تعبيرها، وهو ما حدا بـ "عباس رضا"، عراقي مقيم في بريطانيا، والذي كان يقف مستمعاً لحديث "أم قتادة" بالتعليق بحدة قائلاً: "لأنكم قتلة، وتقترفون المجازر بحق الأبرياء، وتستبيحون دماءَهم، لن تتمكنوا من تغيير قناعات احد، وسيتخلى الجميع عنكم عاجلاً أم أجلاً، فأيديكم ملطخة بالدماء".

&

يذكر أن صحفاً غربية كشفت حديثاً عن أن استخدام "داعش" للإنترنت، يسير على درجة عالية جداً من التخطيط والانضباط. ووفقاً لرسائل دقيقة وموجهة بشكل علمي لاستهداف فئات محددة، وهو ما جعل المحللين يعبرون عن شكوكهم في وجود دعم ومساندة تدبرها جهات متنفذة، لجأت الشركات التي تدير شبكات التواصل والإعلام الاجتماعي إلى حذف الحسابات التابعة للتنظيم، بعد أن تعرضت لانتقادات واسعة من الجمهور والجهات الحكومية وخوفاً من أن ينظر إليها على أنها مرتع للإرهاب.

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&