مخلفات النظام السابق والفساد مرتعٌ خصبٌ لداعش، وللفرقة وللطائفية, وعلى العراقيين والمخلصين التصدي لذلك.

من خلال مهرجان ميثم التمار الثقافي (ع) مدير مكتب سماحة المرجع (دام ظله)

مخلفات النظام السابق والفساد مرتعٌ خصبٌ لداعش، وللفرقة وللطائفية, وعلى العراقيين والمخلصين التصدي لذلك.



8/8/2016


* يشدد على وحدة العراق وسيادته..

* يجب على العراقيين الوقوف مع القوى الأمنية, وأبناء الحشد الشعبي وعوائلهم, لاسيما شهداؤهم وجرحاهم.

* مخلفات النظام السابق والفساد مرتعٌ خصبٌ لداعش، وللفرقة وللطائفية, وعلى العراقيين والمخلصين التصدي لذلك.

شارك سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأَييده) مدير المكتب المركزي لسماحة المرجع (دام ظله) في حفل افتتاح مهرجان التمار الثقافي التاسع المقام من قبل الَأمانة الخاصة لمزار الصحابي الجليل ميثم التمار (رضوان الله تعالى عليه)، حيث اكد سماحته في كلمةٍ القاها أَمام الحاضرين من الشخصيات الدينية والثقافية وبقية شرائح المجتمع، على أهمية هذه الشخصية و أثرها في مجتمعنا, وعلى ضرورة الاقتداء به وبأمثاله الذين كانوا مثالاً عملياً للمؤمن المدافع عن هويته, مشيرا الى عدة إضاءات في سيرته الخالدة, وما يحتاجه المجتمع منها.

إِلى ذلك أَعرب سماحته أَن امتداد نور الصحابي الجليل,ومسيرته الخالدة, وغيره من الصحابة الكرام هو أعبر أبنائنا المجاهدين من الحشد الشعبي المقدس,وأكَّد على جميع أبناء العراق وجوب الوقوف معهم ومع عوائلهم لاسيما عوائل الشهداء والجرحى..

وفي السياق ذاته شدد سماحته على أهمية وحدة العراق وسيادته، مقدماً العديد من النصائح والتوجيهات، وفيما يأتي نص الكلمة:

كلمة سماحة الشيخ علي بشير حسين النجفي (دام ظله) في الذكرى السنوية لشهادة ميثم التمار (عليه السلام)

التاريخ: 7 ذي القعدة 1437هـ الموافق:10/8/2016م، العدد:785

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي هدانا صراطاً سوياً، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة وبشيراً ونذيراً للعالمين، محمدٍ بنِ عبد الله, وعلى آله السادة الميامين، دعاةِ الحق, وحماةِ الإِسلام, وحملة الشريعة إِلى البرية أَجمعين، واللعنة على أَعدائهم, وعلى الغاصبين لحقوقهم, والمعتدين على أَوليائهم إِلى يوم الدين.

قال الله سبحانه: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً).

صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

أَيها الحفل الكريم، قد شرَّفنا الله سبحانه ب خدمة الدين، ونحتفل باعتزازنا بأولئك الحماة للدين، والمجاهدين في سبيله, الذين أصبحوا نصب سبيل الشرف, ونجوم الهداية لسفن الصالحين في بحار العالم الذي تضربه الأمواج من مختلف التيارات، ناوية العبث بالدين بشتى الطرق، أبرزها نشر الأَفكار الضالة بين الشباب, وتمهيد الطرق لإِضلال الجيل الصاعد.

 ودخلت في الخط الطوائف الفاشية والمنحرفة عن الدين باسم الدين، وتحت مسميات مختلفة، أَبرزها اليوم منظمة الدواعش المتورطة بدماء الأبرياء, وبهتك الأعراض عائثين فساداً في البلاد، وجهتهم الأَيدي المجرمة من هنا وهناك، لتمزيق الوطن العراق وزرع الطائفية فيه, والذين وجدوا في مخلفات النظام السابق مرتعاً خصباً, وساعدتهم أَيدي الفاسدين والمفسدين الذين تمكنت أَيديهم بالمناصب المهمة في العراق الجريح، خسرت صفقتهم وخابت آمالهم؛ فيجب علينا أن نعد أَنفسنا ونعد المخلصين من أَولادنا لمواجهة هذا الطوفان, سعياً منا في إِنقاذ العراق بكل ما أوتينا من قوة.

أَمامنا جميعاً مواقف أَبطال الإٍسلام على مر التأريخ, الذين التفَّت نخبة منهم حول النبي الأَعظم (صلى الله عليه وآله), ووقفت ثلة منهم مع علي بن أَبي طالب (عليه السلام) بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله) إِلى الرفيق الأَعلى, وتمكن أَمير المؤمنين (عليه السلام) من تربية جيلٍ من الأَبطال كانت عزائمهم لا تليّن في نصرة الحق ودحض الباطل، والسعي في كشف المنافقين كان أَبرز ملامح جهادهم.

ومن أَولئك الأَبطال المجاهد الفذ والمتفاني دونه، والموصوف بصفات الأَبرار على لسان النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ميثم التمار العظيم (عليه السلام)، فحقاً كان هذا البطل درعاً من دروع علي بن أَبي طالب (عليه السلام)، ومثالاً لقوله سبحانه: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).

نرجو الله (سبحانه وتعالى) أَن يرفع درجاته ودرجات أَمثاله، من (حجر بن عدي، وأَصحابه، والكميت بن زيد الأَسدي، ورشيد الهجري، وكميل بن زياد النخعي).. وغيرهم من الذين رسموا لنا طريق الولاء والشهامة, وهو طريق الجنة، فسلام الله عليهم حين ولدوا وحين تربوا في أَحضان المعصومين (عليهم السلام)، وحين استشهدوا، وحين يقفون في المحشر مجللين بمطارف العز الحمراء، تستقبلهم الملائكة على أَبواب الجنان بهتاف: (سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)، ولم ولن نفقد أَمثالهم وهم في جبهات القتال، يلبون فتوى النجف الأَشرف، مندفعين إلى سوح القتال ليدافعوا عن مقدسات العراق وعزة، اللهم سدد رميتهم، وإجعل ثوابها الجنة مع الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً.

وعلينا جميعاً حماية ظهورهم بتفقد شؤونهم وسدّ احتياجاتهم، كما يجب علينا تفقد عوائل الشهداء، واليتامى الذين هم رمز الإِسلام، رمز الجهاد، رمز الشرف، رمز العزة والكرامة، وهذا أَقل ما يجب علينا تجاه المجاهدين، والسلام..

اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ