وزيرة العدل الأميركية السابقة جانيت رينو
وزيرة العدل الأميركية السابقة جانيت رينو

توفيت وزيرة العدل الأميركية السابقة جانيت رينو في ميامي بولاية فلوريدا صباح الاثنين عن عمر 78 عاما، بعد صراع مع مرض باركنسون.

ورينو أول أميركية تتولى المنصب على الإطلاق، وعملت في إدارة الرئيس بيل كلينتون ما بين 1993 و2001. وكانت ثاني وزيرة عدل تشغل المنصب لفترة طويلة بعد وليام وورت، الذي شغله بين 1817 و1829.

وأثارت بعض سياسات الوزيرة السابقة جدلا كبيرا، إذ تعرضت رينو لانتقادات شديدة بعد أقل من شهر على توليها المنصب بسبب طريقة تعاملها مع مداهمة فاشلة شنها مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) على جماعة دينية مسلحة في واكو بتكساس في نيسان/ أبريل 1993. وقتل نحو 80 شخصا في الهجوم على مجمع تابع لطائفة "برانش دافيديان"، ما أدى إلى احتراقه. 

وأمرت رينو بترحيل الطفل الكوبي إليان غونزاليز، الذي كان في السادسة من عمره، من بيت أقارب له في ميامي بعدما نجا من حادث تحطم سفينة لمهاجرين غير شرعيين. وقرر مسؤولو الهجرة آنذاك، أن لوالد الطفل الحق في استعادة ابنه من أقاربه الذين كانوا يعيشون في المنفى في ميامي ورعوا الطفل منذ إنقاذه. 

وتولت وزارة العدل خلال فترة رينو التحقيق في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993، وفي قضيتين تتعلقان بالإرهاب الداخلي، إحداهما تفجير مبنى أوكلاهوما سيتي الفدرالي في 1995.

وولدت رينو في 21 تموز/ يوليو 1938 من أبوين عملا في مجال الصحافة، ودرست في جامعة كورنيل بنيويورك في 1956، ثم في هارفارد بكامبريدج في 1960 حيث كانت واحدة من بين 16 امرأة فقط في كلية القانون في الجامعة.

المصدر: وكالات

الفعالية سلطت الضوء على قضية احتجاز صحفيين في روسيا ودول أخرى.

جمعتهم قضية واحدة، هي التأكيد مرة أخرى على أن "الصحافة ليست جريمة"، زملاء وأصدقاء وعائلات تجمعوا في العاصمة واشنطن الخميس، لدعم وإبقاء الأمل حيا في إطلاق سراح صحفيين معتقلين في عدد من البلدان بتهم توصف بـ"الظالمة". 

لم تعد حياة أسرة الصحفية الأميركية الروسية، آلسو كرماشيفا، كما كانت عليه من قبل. الزوج والأطفال صاروا في حالة انتظار دائمة يختلط فيها عدم اليقين بقليل من الأمل. 

أطفال يسألون عن آبائهم

يقول بافيل بوتورين, زوج الصحفية آلسو كرماشيفا، في حديث لـ"موقع الحرة": "نحن الآن في وضع صعب للغاية، فأطفالي بدون والدتهم منذ عام تقريباً، منها أكثر من ستة أشهر وهي خلف القضبان بتهم يصعب عليّ وعلى أطفالي فهمها. بل حتى بالنسبة لمحققيها وقضاتها في قازان لأنهم لا يملكون خيارًا آخر سوى تنفيذ أوامر موسكو".

لم تعش آلسو كرماشيفا في روسيا منذ عام 1998، وسافرت إليها في رحلة كان من المفترض أن تكون قصيرة جدًا، لا تزيد عن أسبوعين في مايو 2023، لكنها مُنعت بعد ذلك من مغادرة روسيا.  

"تم القبض عليها من قبل أجهزة الأمن الروسية، قبل 15 دقيقة حرفيًا قبل أن تستقل الطائرة التي كان من المفترض أن تستقلها عائدة إلى عائلتها. ثم تم احتجازها"، يوضح الزوج.  

ومنذ أكتوبر، وهي محتجزة خلف القضبان بتهمة عدم التسجيل الذاتي بموجب قانون "العميل الأجنبي الروسي"، ثم بعد ذلك بتهمة ما تسميه روسيا "نشر معلومات كاذبة عن جيشها في أوكرانيا". 

يوضح بوتورين، في حديثه لـ"موقع الحرة"، إنه "بغض النظر عن التهم الرسمية الموجهة إليها، فإننا نعلم أنها خلف القضبان فقط بسبب عملها في مؤسسه أوروبا الحرة وبسبب جنسيتها الأميركية".  

آلسو كرماشيفا، واحدة من صحفيين أميركيين اثنين محتجزين حاليا خلف القضبان في روسيا، أحدهما إيفان غيرشكوفيتش من صحيفة وول ستريت جورنال. 

قضية صحفية "أوروبا الحرة"، حظيت باهتمام كبير من حكومة الولايات المتحدة، وفي هذا الصدد عبر زوج كرماشيفا عن تقديره عمل وزارة الخارجية. ومع ذلك، فقد دعا إلى تصنيف حالة آلسو كرماشيفا على أنها "محتجزة ظلماً".  

"نحن بحاجة إلى هذا التصنيف لكي تتمكن الولايات المتحدة من تحرير الموارد اللازمة للالتزام بتأمين إطلاق سراحها السريع والآمن في أقرب وقت ممكن"، يوضح الزوج. 

"لو كان بمقدوري التحدث إلى آلسو لأخبرتها بأننا نفتقدها كثيراً"، يقول الزوج وقد بدت عليه علامات التأثر: "في الحقيقة، هذه الكلمات لا تصف تماماً الألم اليومي الذي نعيشه أنا وبناتي. كل يوم نرى ذلك الكرسي الفارغ على مائدة العشاء. لا نسمع صوتها. نفتقدها كثيراً".

ويضيف: "أود أن أخبرها أيضا بأنني أريدها أن تعرف بأننا قمنا بحملة عالمية لإطلاق سراحها، وأننا سنراها عاجلاً أم آجلاً. ستعود إلى حضن عائلتها. وعلى عكس خاطفيها، سترفع رأسها عالياً وستكون واثقة من براءتها ومن قناعاتها". 

تتشارك كاتيريانا ييسيبيركو ، زوجة الصحفي فلاديزلاف ييسيبيركو، نفس ألم عائلة آلسو كرماشيفا. 

تحكي الزوجة بنبرة حزينة، قائلة إنه "شيء صعب بالنسبة لطفلتنا، فهي تبلغ من العمر تسع سنوات الآن وعندما تم اعتقال والدها، كانت في السادسة من عمرها"، مضيفة أنه "كان من الصعب بالنسبة لي أن أشرح لها كيف حدث ذلك وأنها الآن من دون أب".  

توضح كاتيريانا ييسيبيركو لـ"موقع الحرة"، أن هناك حمل كبير يقع على عاتقها لكي تتمكن من الاستمرار في الحياة، وكذلك لمساعدة زوجها الذي يقبع في السجن، ورعاية بنتها.  " أنا سعيدة لأن لديّ أشخاص يدعمونني ويساعدونني، بما في ذلك إذاعة أوروبا الحرة، وإذاعة ليبرتي". 

صحفي يسترجع تجربة السجن 

لا تزال تفاصيل "تجربة السجن ظلما"، عالقة في ذاكرة الصحفي الصحفي البيلاروسي، أليه هروزدزيلوفيتش، ولم ينسها بعد. 

قضى هذا الصحفي المخضرم حوالي 9 أشهر وراء القضبان بتهمة المشاركة في احتجاجات عقب إعادة انتخاب ألكسندر لوكاشينكا في بيلاروسيا. 

في حديث مع "موقع الحرة"، يصف الصحفي بـ"أوروبا الحرة" فترة الحبس الانفرادي بـالتجربة "الأكثر دراماتيكية في فترة السجن".  "هذا النوع من الحبس الذي يتم معاقبتك به يجعلك تحس أنك في السجن بالفعل". 

يحكي هروزدزيلوفيتش لـ"موقع الحرة"، أنه "وصل إلى هناك بصفتي صحفيا وبدأ رئيس المستعمرة العقابية بتهديدي عندما علم أنهم كانوا مستعدون لي منذ فترة طويلة وقال لي أن أذهب إلى "بلدك أميركا".. فأخبرته أنني مواطن بيلاروسي".

هروزدزيلوفيتش، الذي يبدو أن التفاصيل الدقيقة لتجربة السجن لم تغادر ذاكرته، قال إنه تم حبسه 20 يوما في الحبس الانفرادي، واصفا الظروف هناك بـ"مرعبة". 

"لا يوجد فراش، لا يوجد الكثير من الطعام، لا توجد حتى فرصة لرؤية العالم الخارجي. أنت فقط تجلس داخل صندوق حجري" 

الصحافة ليست جريمة 

يرى عدد من الصحفيين، الذين شاركوا في هذا الحدث، قبيل اليوم العالمي لحرية الصحافة أن التضامن والوقوف إلى جانب الصحفيين في هذه المحنة خطوة مهمة لرفع معنوياتهم وإيصال قضيتهم إلى العالم. 

أحد الصحفيين قال لـ"موقع الحرة"، إن الحضور والتأكيد على حرية الصحافة هو أقل شيء يمكن للصحفي أن يقوم به وهو يرى زملاء له يقبعون داخل السجون فقط لأنهم اختاروا العمل في مجال الصحافة". 

الدكتور جيفري غدمن، عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي الرئيس التنفيذي بالوكالة لـ "شبكة الشرق الأوسط للإرسال"، يقول، في حديث لـ"موقع الحرة": "كلنا مهتمون بأي شيء يحتفي بحرية الصحافة العالمية وهذا الحدث مكرس لشيء قريب وعزيز على قلوبنا وقلوبكم وقلبي. لدينا صحفيون عظماء يقومون بعمل مهم ويخاطرون ويضحون، خاصة في المناطق التي مزقتها الحروب وفي المجتمعات الاستبدادية". 

"هذا الحدث مخصص للأشخاص الذين كانوا في السجن أو الذين يقبعون في السجن ظلماً اليوم"، يرى غدمن الذي أردف قائلا إن العالم بحاجة إلى أي شيء يمكن القيام به لـ"إبقاء الأمل حياً"، وأن أي شيء يعتمد على قوة الناس الذين يهتمون بالقضية، والذين لديهم مسؤولية وفرصة للضغط والدعوة ورواية القصص. 

كل حياة مهمة

غدمن، خاطب الحكومات التي تضع الصحفيين في السجن، قائلا: "علينا أن نكرر مراراً وتكراراً أن الصحافة ليست جريمة. إنها مهنة نبيلة، وهي مثل مهنة الطبيب أو الممرض أو المعلم. هذه هي ماهية الصحفيين ومن هم وماذا يفعلون".  

"أعتقد جازمًا أن هؤلاء الأشخاص الذين يقبعون في السجن لديهم طرق أو يجدون طرقًا لسماع رسالة من يهتمون منا. حتى أنني أعتقد أن السجانين يسمعون ويعرفون".  

"السجانون يقولون في بعض الأحيان، لا أحد يهتم بك. أنت منسي. لستم مهما. في أحداث كهذه، نفعل ما بوسعنا لنقول أن كل حياة مهمة. هذه مهنة نبيلة عظيمة. نحن نقاتل من أجلهم إلى الأبد"، يختم غدمن قوله.