إعداد عبد الاله مجيد: أصبح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد الأهداف الدائمة لاتهامات المعارضة الروسية أفراد الحلقة الرئاسية الضيقة بالفساد واستغلال المنصب والتمتع بامتيازات لا يستحقونها.

ولكن وجه الكرملين أمام الصحافة أثار على نفسه موجة غضب من وسائل الاعلام التي ركزت نيرانها هذه المرة عليه شخصيًا بدلًا من رئيسه.

حفل زفاف باذخ

إذ تزوج بيسكوف من شريكته منذ خمس سنوات البطلة الاولمبية في التزلج الفني على الجليد تاتيانا نافكا في منتجع سوتشي على البحر الأسود في الأول من آب (أغسطس) بحفل زفاف باذخ حضره أثرياء المجتمع الروسي ونخبته في أرقى فنادق المنتجع.

ولكن ساعة العريس هي التي استأثرت باهتمام وسائل الاعلام في غمرة البهرجة والزينة والولائم. وكانت الساعة المستطيلة التي صُممت واجهتها في شكل جمجمة مرئية على يد بيسكوف اليمنى.

واكتشف الناشط المعارض الكسي نافالني الذي يقود حملة ضد الفساد المتفشي في مفاصل الدولة الروسية على أعلى المستويات ان الساعة من طراز ريتشارد ميل موديل آر أم 52 01. وحين اتصل نافالني بمتجر لبيع الساعات الفاخرة قيل له إن هذا الموديل لم يُصنع منه إلا 30 ساعة وان سعرها نحو 624 الف دولار.

أربعة أضعاف دخله
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن نافالني تساؤله "من أين يستطيع المتحدث باسم رئيس الدولة ان يشتري ساعة سعرها اربعة اضعاف دخله السنوي؟"

وكان بيسكوف أعلن ان دخله السنوي كان 9184358 روبلا (نحو145 الف دولار بسعر صرف الروبل حاليا) في عام 2014. وتلزم قوانين الشفافية الروسية جميع مسؤولي الدولة باعلان دخلهم.

وأصر المتحدث الرئاسي على ان الساعة هدية من زوجته الجديدة قائلا "انها هدية من تانيا وهي حقاً ساعة غالية ولكنها أرخص بكثير مما يوحي به بعض الرفاق". وأضاف أن تاتيانا نافكا دفعت ثمن الساعة من مالها الخاص اما كم دفعت "فان هذا ليس من شأن أحد".

شغف بالبضائع الفاخرة
&
وكان شغف افراد النخبة الروسية بالبضائع الفاخرة منذ فترة طويلة مرمى سهام الناشطين ضد الفساد والمعارضة السياسية وموضوع فضائح تنفجر بين حين وآخر. ففي عام 2012 اتهمت منظمة "تضامن" المعارضة الرئيس بوتين بامتلاك مجموعة ساعات فاخرة بينها ساعة سعرها 500 الف دولار.

وفي السنة نفسها ضُبطت الكنيسة الارثوذوكسية الروسية وهي تستخدم فوتوشوب لتمويه ساعة فاخرة يرتديها رئيس الكنيسة البطريرك كيريل بعد أن لاحظها مدنون في صورة فوتوغرافية رسمية. وفي اعقاب الفضيحة قالت بطريركية موسكو إن التلاعب بالصورة لاخفاء الساعة عمل غير اخلاقي وأزالت الصورة من أرشيفها.