مواجهات في الضفة واعتداءات جديدة للمستوطنين

شهيد فلسطيني ثالث برصاص الاحتلال

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

استشهد فتى فلسطيني من مخيم الجلزون للاجئين قرب رام الله متأثراً بجروح أصيب بها عصر الجمعة خلال المواجهات التي اندلعت بالقرب من حاجز عطارة قرب رام الله، في وقت شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية مواجهات مع قوات الاحتلال، واعتداءات جديدة للمستوطنين.

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن ليث فضل الخالدي (16 عاماً) أصيب بعيار ناري في الصدر خلال المواجهات التي شهدها الحاجز المذكور في أعقاب استشهاد الرضيع علي دوابشة في قرية دوما وتم نقله إلى مجمع فلسطين الطبي حيث خضع لعمليتين جراحيتين قبل الإعلان عن استشهاده.

تشييع ومواجهات

وشيع آلاف الفلسطينيين في مخيم الجلزون الشهيد الخالدي. ورفع المشاركون في الجنازة رايات مختلف الفصائل الفلسطينية، فيما أطلق ملثمون النار في الهواء، متوعدين بالثأر.

واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان والجيش الإسرائيلي على أطراف المخيم بعد انتهاء الجنازة. وباستشهاد الخالدي يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا خلال الـ24 ساعة الماضية إلى ثلاثة.

كما شهدت الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال. وأكد مصدر أمني فلسطيني أن مواجهات اندلعت في عدة مناطق تماس مع جيش الاحتلال منها بيت لحم وعطارة ورام الله، بعد تظاهرات صغيرة انطلقت احتجاجاً على حرق الرضيع علي دوابشة حياً.

كذلك ذكرت مصادر أن مواجهات وقعت بين فلسطينيين ومستوطنين بالقرب من مستوطنة «إش كوديش» العشوائية الواقعة إلى الجنوب من نابلس.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس إن عشرات المستوطنين هاجموا عدداً من المزارعين بالقرب من قرية قُصرة محاولين إجبارهم على ترك أراضيهم وعدم فلاحتها. وأضاف أن العشرات من أفراد لجان الحراسة المشكلة في القرية تصدوا للمستوطنين وأجبروهم على التراجع. وجرت مواجهات بين مستوطنين وفلسطينيين في قرية عصيرة الشمالية شمال الضفة.

خيمة عزاء

إلى لك، نصبت خيمة عزاء للطفل علي دوابشة أمام منزل ذويه في قرية دوما شمال الضفة الغربية، زارها المئات من الفلسطينيين والمسؤولين، في حين لا يزال أبوه وأمه وأخوه بين الحياة والموت في المستشفى جراء إصابتهم بحروق خطرة.

 نيران 

فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية أمس، نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل المناطق الشمالية والوسطى من قطاع غزة. وأفادت مصادر فلسطينية بأن الزوارق استهدفت مراكب الصيادين قبالة سواحل منطقة السودانية شمال غرب قطاع غزة بالإضافة لسواحل منطقتي الزوايدة ودير البلح وسط القطاع دون وقوع أي إصابات.

كما استهدفت قوات الاحتلال، على الشريط الحدودي، منازل وأراضي الفلسطينيين.

دعوات لتسليح الضفة لمواجهة جرائم المستوطنين انتفاضة جديدة

تشتعل الضفة الغربية غضبا وتتفاعل جريمة قتل الطفل الرضيع علي سعد دوابشة (18 شهراً) حرقا بعد اشعال النار من قبل مستوطنين متطرفين في منزله ما ادى الى اصابة باقي افراد العائلة بحروق بالغة، واعادت هذه الجريمة إلى الاذهان مشاهد جريمة أخرى لم تجف دماؤها بعدما تم فيها خطف الفتى محمد ابو خضير وحرقه، ويتخوف الشارع الفلسطيني من جرائم متسلسلة اخرى يعكف المتطرفون الاسرائيليون على تنفيذها بحماية جنود الاحتلال وحكومة المستوطنين، الامر الذي فجر مطالبات بتسليح القرى والمدن والمخيمات لوقف اعتداءات المستوطنين المتصاعدة.

جرائم يومية

ولم تطفئ الادانات العربية والدولية الكثيرة نار القلق من تصاعد الهجمات الاسرائيلية وسط توقعات بتكرار المستوطنين لجرائم الحرق وجنود الاحتلال للاعدامات الميدانية التي تتساوق مع سياسة حكومة الاحتلال الاسرائيلي بالتوسع الدائم للاستيطان في الضفة الغربية، بحسب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمة له ردا على جريمة احراق الطفل الرضيع أكد فيها أن ذلك يأتي «نتيجة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية»، موضحا «أنها ليست الجريمة الأولى التي يقدم عليها قطعان المستوطنين ولن تكون الأخيرة».

وتداعت القيادة الفلسطينية على وقع الجريمة لاجتماع طارئ قررت فيه بدء الإجراءات الواجبة اتباعها مع الفرق القانونية الدولية لرفع ملف الجريمة ووضعها أمام المحكمة الجنائية الدولية، إضافة لتنفيذ قرارات المجلس المركزي، لتحديد العلاقات مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي.

ورفض ما تطرحه إسرائيل من إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، إلى جانب تأكيد الرئيس محمود عباس على أن القيادة الفلسطينية ستتوجه مجددا للأمم المتحدة لطلب توفير الحماية لشعبنا الفلسطيني، واتهامه الصريح للإدارة الأميركية بالانحياز لإسرائيل دائما، داعياً المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة إلى «تسمية المنظمات الاستيطانية في إسرائيل بالمنظمات الإرهابية».

غير أن ذلك كله لم يطبب جراح الشارع الفلسطيني المتفاعل بغضب وقلق شديدين جراء جرائم الحرق الاسرائيلية وجرائم الاعدامات اليومية الميدانية.

تسليح الضفة

من جانبه، يرى المحلل السياسي عبد الله البوم في حديثه لـ«البيان» أن الاكتفاء بخيار مقاضاة اسرائيل قانونيا لم يعد كافيا لارضاء الفلسطينيين وتبديد خوفهم وقلقهم، نتيجة لعدم جدية المجتمع الدولي في التعاطي مع خطورة الوضع الميداني والتلكؤ في محاسبة اسرائيل ومعاقبتها وتوفير الحماية اللازمة للفلسطينيين العزل.

وهو ما يجعلهم أقرب إلى التعاطي مع خيارات أو حلول اخرى يتم تداولها من ابرزها ما دعا إليه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان ابو العينين في قوله إن القيادة الفلسطينية بكل اذرعها ومنظمة التحرير والحكومة وبكل مقومات السلطة معنية بان توفر السلاح لقرانا وبلداتنا وتجمعاتنا السكنية ومخيماتنا كي يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم وكي لا يقتلوا بهذه الطريقة البشعة.

يرى محللون أن تسليح الضفة خيار صعب التطبيق في الوقت الحالي لما ينطوي عليه من مخاطر نتيجة الاقتتال الداخلي الفلسطيني والتخوفات من انقلاب آخر لحركة حماس في الضفة لاسيما وانها تستغل الجريمة باطلاق حملة للتحريض ضد السلطة والاجهزة الامنية في الضفة، إلى جانب ردة الفعل الاسرائيلية المتوقعة من اقتحام مباشر للضفة على غرار اجتياح العام 2000 .

Email