رواندا/ بوروندي: خدمة المكالمات الهاتفية المجانية تساعد اللاجئين في التواصل مع ذويهم

15 تموز/يوليو 2015
رواندا/ بوروندي: خدمة المكالمات الهاتفية المجانية تساعد اللاجئين في التواصل مع ذويهم
ماهاما، رواندا. لاجيء بوروندي شاب يستفيد من خدمة المكالمات الهاتفية المجانية لتبادل الأخبار العائلية مع أقاربه الذين ظلوا في بوروندي. CC BY-NC-ND / ICRC / Emmanuel Kagimbura

دفع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين البورونديين على مراكز الاستقبال بالقرب من الحدود الرواندية-البوروندية الحكومة الرواندية إلى فتح مخيم جديد للّاجئين في ماهاما بالمنطقة الشرقية. وبطبيعة الحال، يكون الشاغل الأساسي للّاجئين هو التواصل مع أحبائهم الذين خلّفوهم وراءهم.

يُذكر أن العدد الإجمالي للّاجئين الذين فروا جرّاء اضطرابات ما قبل الانتخابات البوروندية بلغ عشرات الآلاف مع نهاية شهر حزيران/ يونيو المنصرم، وفي حين أعلنت الحكومية الرواندية عن منح جميع القادمين إلى أراضيها هربًا من بوروندي صفة اللجوء تلقائيًا، فإن عددًا غير معلوم من هؤلاء اللاجئين توجهوا مباشرة إلى مناطق حضرية في رواندا، ما دفع السلطات إلى البدء في تسجيل هؤلاء اللاجئين على مستوى القرى.

ومنذ بداية التدفق الحالي للّاجئين، قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع الصليب الأحمر الرواندي خدمات إعادة الروابط العائلية، عبر خدمة المكالمات الهاتفية بصفة رئيسية. ولقد تجاوز عدد المكالمات الهاتفية التي أجريت إلى الآن 13000 مكالمة، أثمرت 8551 مكالمة منها عن إعادة الاتصال بين أفراد أُسر و/أو تبادل أخبار عائلية. ولعل من أكبر التحديات التي تواجه المنظمات الإنسانية القدرة على حماية أعداد كبيرة من الأطفال غير المصحوبين بذويهم والذين انفصلوا عن أسرهم. ولقد جرى حتى الآن تسجيل نحو 945 قاصرًا غير مصحوبين بذويهم.

جدير بالذكر أن اللجنة الدولية والصليب الأحمر الرواندي –في سياق تقديمهما خدمة المكالمات الهاتفية- لاحظوا أن عددًا كبيرًا من اللاجئين، نحو ألف منهم، بحوزتهم هواتف محمولة، غير أنه لا يمكنهم استخدامها لأسباب عدة، منها على سبيل المثال عدم إمكانية الاتصال بشبكات الهواتف المحمولة في رواندا، أو عدم وجود رصيد، أو عدم وجود وسائل لشحن هواتفهم.

تمكين اللاجئين من استخدام هواتفهم

وفي إطار استجابتها لهذه الاحتياجات، أقامت اللجنة الدولية مشروعًا يهدف إلى تمكين اللاجئين البورونديين من الاتصال بأحبائهم مستخدمين هواتفهم الخاصة. إذ قدمت شركة "إم تي إن رواندا"، إحدى شركات الاتصالات الرواندية، الدعم للمشروع من خلال التبرع بما يقرب من 10000 بطاقة SIM ، في كل بطاقة رصيد بقيمة 500 فرنك رواندي. كما وفرت الشركة طاقم موظفين لتسجيل بطاقات SIM وتفعيلها. علاوة على ذلك، تحمّلت اللجنة الدولية تكلفة إعادة شحن الرصيد بقيمة 1000 فرنك رواندي يُضاف مرة واحدة لكل بطاقة.RC.

ولقد شكل عدم توفر التيار الكهربائي داخل مخيم اللاجئين وفي المنطقة المحيطة به مشكلة كبيرة، وكان أيضًا من المعوقات التي منعت اللاجئين من استخدام هواتفهم. ولتمكين اللاجئين من شحن هواتفهم الخاصة، نفذت اللجنة الدولية مشروعًا صغيرًا يحمل اسم "كشك شحن الهواتف المحمولة بالطاقة الشمسية" (الذي يتيح شحن 20 جهاز هاتف في وقت واحد)، وذلك سعيًا من اللجنة الدولية لطرح بديل عملي ومُستدام، ويُقدم نموذجًا يُحتذى في حالات أخرى.

 ماهاما، رواندا. عدد من المستفيدين يصطفون خلف موظف تابع للجنة الدولية لينتفعوا بخدمة شحن هواتفهم المحمولة مجانًا. CC BY-NC-ND / ICRC / Emmanuel Kagimbura

ولا شك أن الأولوية في الحصول على الخدمة تُمنح للأطفال غير المصحوبين بذويهم الذي يرغبون في التحدث إلى أفراد أسرهم في بوروندي، وكذلك للآباء الذين يبحثون عن أبنائهم. وبحسب شهادات المستفيدين من خدمة الشحن المجاني لهواتفهم المحمولة فإن الخدمة تسهم في ضمان تحقيق الأمن الغذائي لأُسرهم، فلولا هذه الخدمة كانوا سيُضطرون مُكرهين إلى بيع شيءٍ من المساعدات التي يتلقونها لتحمل نفقات الهواتف المحمولة؛ سواءً شحن الهواتف أو شراء بطاقات SIM.

يبلغ متوسط عدد الهواتف المحمولة التي يجري شحنها يوميًا في إطار هذه الخدمة المجانية من 50 إلى 60 جهازًا، وإلى الآن بلغ عدد بطاقات SIM التي وُزعت على اللاجئين 950 بطاقة، في حين استفاد أكثر من 650 لاجئًا من خدمة شحن الهواتف المحمولة مجانًا.

ماهاما، رواندا. موظف ميداني من وحدة البحث عن المفقودين يدوّن بيانات أحد الأطفال غير المصحوبين بذويهم حتى تباشر اللجنة الدولية أعمال البحث عن أسرته. CC BY-NC-ND / ICRC / Emmanuel Kagimbura

لمزيد من المعلومات حول جهود اللجنة الدولية للمساعدة في لم شمل العائلات في رواندا و بوروندي