إعادة الروابط العائلية للصوماليين الفارين من اليمن

14 تموز/يوليو 2015
إعادة الروابط العائلية للصوماليين الفارين من اليمن
متطوعو الهلال الأحمر الصومالي أثناء مساعدة زينب، وهي واحدة من العائدين الصوماليين الذين فروا من العنف الدائر في اليمن، على التواصل مع زوجها من جديد. CC BY-NC-ND/ICRC/Miraj Mohamud

تتسبب حالات النزاع المسلح وغيرها من حالات العنف والكوارث في كرب شديد لا نرى منه سوى القليل. ففي وسط حالة الرعب والفزع تتشتت الأسر في غضون دقائق معدودة نتيجة للفوضى والارتباك ويصبح بعد ذلك من الصعب معرفة مكان وجود الأحبة وربما تمر سنوات قبل الكشف عن مصيرهم.

وتبذل اللجنة الدولية في الصومال بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الصومالي كل الجهد في محاولة لإعادة التواصل بين الأقارب الذين شتتهم النزاع. وبرغم أن الأوضاع في البلاد لا تزال هشة، تبذل الجهود لمعرفة مكان الأشخاص المفقودين وإعادة تواصلهم مع أسرهم.

الفرار من النزاع المسلح في اليمن

أدى تصاعد وتيرة النزاع الدائر في اليمن إلى زيادة الحاجة إلى هذا النوع من الخدمات في الآونة الأخيرة. فمنذ أن بدأ النزاع في آذار/ مارس، فر ما يقرب من 19000 شخص بحثًا عن الأمان على شواطئ الصومال. وأفادت التقارير بوصول أغلب الفارين إلى "بوساسو" في منطقة بونتلاند، إذ بلغ عددهم نحو 13000 شخص بحلول نهاية حزيران/ يونيو.

زينب تجلس مع أطفالها الثلاثة أطفال خارج مخيم النازحين في بوساسو. CC BY-NC-ND/ICRC/Miraj Mohamud

زينب، واحدة من الصوماليين العائدين من اليمن، وصلت إلى "بوساسو" برفقة أطفالها الثلاثة. استقبلها طقس حار، إذ بلغت درجات الحرارة 40 درجة، ليذكرها ذلك بأنه قد حان الوقت لتودع الحياة التي اعتادت عليها في مخيم خرز للاجئين في لحج، جنوب غرب اليمن.

وتعود بذاكرتها للوراء لتروي ما حدث قائلة: "كنت أعد وجبة الإفطار لأطفالي ولكن لم يكن مقدرًا لي أن أنتهي منها. فقد اشتدت عمليات إطلاق النار والانفجارات وبات القتال على أعتاب منزلنا. وكان الفرار هو الخيار الوحيد أمامنا".

وفي خضم الفوضى التي وقعت، انقطع الاتصال بينها وبين زوجها. ولكن لحسن الحظ تمكن متطوعو الهلال الأحمر الصومالي من إعادة التواصل بينهما لدى وصولها إلى بوساسو.

تقول زينب بعد أن هاتفت زوجها:" انقطعت أخبار زوجي لما يقرب من شهر. كنت أشعر بقلق بالغ ولم أشعر بالارتياح إلا عندما سمعت صوته وعلمت أنه على قيد الحياة".

وهكذا، رفع عن كاهلها القلق الذي كانت تشعر به حول مصير زوجها.

أحمد زاروق، منسق أنشطة الحماية المعني بالإشراف على برنامج إعادة الروابط العائلية في الصومال يشرح نشاط اللجنة الدولية في الصومال.

"إن تبعات الوضع في اليمن تجاوزت حدوده الجغرافية. ونحن نشعر بالحزن بسبب الأثر الذي يخلفه ذلك على السكان المدنيين. ففي الوقت الذي تحاول فيه اللجنة الدولية توفير الاحتياجات الأساسية في اليمن، نحاول نحن هنا في الصومال بالتعاون مع الهلال الأحمر الصومالي مساعدة اللاجئين والعائدين على إعادة تواصلهم مع أسرهم".

ويضيف قائلاً: "إن معرفة مصير الأحبة ومكان وجودهم يمنحهم راحة البال".

ويوفر متطوعو الهلال الأحمر الصومالي المساعدات الطبية للقادمين، إذ يبدو على البعض الإرهاق الشديد بعد الرحلة الطويلة التي قطعوها.

وتساعد اللجنة الدولية الضحايا الذين فروا من العنف في اليمن من أجل التواصل من جديد مع أقاربهم وتسعى للكشف عن مصير من بقوا في عداد المفقودين. وتجاوز عدد المكلمات الهاتفية التي يسرتها اللجنة الدولية حتى نهاية حزيران/ يونيو، 4000 مكالمة أجرتها الأسر لدى وصولها للصومال قادمة من اليمن.

المحتجزون يتواصلون مع أسرهم

يمتد نطاق برنامج إعادة الروابط العائلية في الصومال ليشمل أيضًا المحتجزين. فزيارة الأشخاص المحرومين من حريتهم تعد ركنًا أساسيًا من عمل اللجنة الدولية في مختلف أنحاء العالم. فينبغي معاملة المحتجزين معاملة إنسانية طوال فترة احتجازهم والسماح لأسرهم بمعرفة مصيرهم والتواصل معهم.

وتساعد اللجنة الدولية في الصومال المحتجزين على معرفة مكان أسرهم ومعاودة التواصل في ما بينهم من خلال تبادل رسائل الصليب الأحمر. وبلغ مجموع الرسائل المتبادلة 3590 رسالة خلال عام 2014 بينما ساعدت اللجنة الدولية 22 محتجزًا على معرفة مكان وجود أسرهم.