انتخابات تركيا.. اعتدال الميزان أم اختلاله؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انتخابات تركيا.. اعتدال الميزان أم اختلاله؟

نشر فى : الثلاثاء 9 يونيو 2015 - 9:30 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 9 يونيو 2015 - 9:30 ص

فكرت مليا قبل التعليق على نتائج الانتخابات التركية من زاوية حسابات المكسب والخسارة، ولولا المسئولية التاريخية التى تقع على كل من تصدى للعمل السياسى فى هذه الفترة الحرجة، ولولا أيضا إيمانى بأهمية المراجعة المستمرة لتجاربنا وتجارب الآخرين من حولنا لنأيت بنفسى عن الوقع فى براثن فئتين إحداهما شامتة ترى العدالة والتنمية منى بهزيمة ساحقة والأخرى ترى فى انتقاد لأردوغان حقدا على الإسلاميين بل هجوم على الإسلام ذاته!

بوجهة نظرى أن أردوغان نفسه أول المستفيدين من التراجع النسبى لحزبه ربما من حيث لا يدرى... النتائج التى لم يتوقعها ولم يحسب لها احتمالا ولو ضئيلا حمته شخصيا من الوقوع فى فخ السلطة المطلقة رغما عن طموحه وأحلامه... لم يكن شىء ليوقف أردوغان عن التمادى فى حلم السلطان العثمانى، وتجربة العدالة والتمية الناجحة اقتصاديا وسياسيا كانت توشك على الأفول سريعا لو تحقق لأردوغان ما أراد من سطوة مطلقة.

نتائج الانتخابات التركية عكست واقعا جديدا لصالح الأتراك أنفسهم قبل أن يكون درسا لشعوب المنطقة من حولهم، القضية الكردية مثلا لم تعد ورقة للمساومة والابتزاز يتلاعب بها السياسيون انتخابيا على حساب مواطنيهم من الكرد، بل صارت بأيدى الأكراد أنفسهم تسير فى الاتجاه الصحيح نحو الحل النهائى بتمثيل فى البرلمان وثقل سياسى لا تستطيع أى حكومة مستقبلية تجاهله.
نتائج الانتخابات التركية ستحرر اسطانبول من ربط سياساتها الخارجية بأجندة العدالة والتنمية وحده، بل سيرغم رئيس الحكومة الائتلافية القادم على مراعاة توازنات ليست بالهينة مع القوميين والأكراد قبل بلورة أى موقف خارجى تركى.. وملف العلاقات المصرية ــ التركية سيكون حاضرا بقوة فى تعديل ٍكهذا بلا شك.

حيادية أجهزة الدولة وتراجع تسخيرها لضرب الفصائل المعارضة بمزاعم مختلفة سيكون أحد أهم النتائج الإيجابية التى أفرزها اقتراع الأحد الماضى، وياليت الإخوان فى مصر وغيرها يتوقفون عن توظيف فكرة العداء للإسلام لصالح سياسات أردوغان الباطشة بكل خصومه، فعلى رأسهم جماعة فتح الله كولن، وهم بلا شك ليسوا فى عداء مع الإسلام... صحيفة «زمان» المحسوبة على جماعة كولن قالت فى افتتاحيتها يوم أمس ( الشعب قال كلمته: كفى !).

الميزان برأيى يعتدل لصالح الأتراك كلهم بما فيهم حزب العدالة والتنمية، ورجل سياسى ومفكر عميق مثل أوغلو قادر على التفاوض مع خصومه بهدوء وروية لتشكيل حكومة ائتلافية تقبل القسمة على المكون المتعدد للمجتمع التركى...الميزان يعتدل لصالح الجميع!