عرض وزيرا الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، ونظيره الفرنسي لوران فابيوس أسبابهما في رفض أن يكون بشّار الأسد هو مستقبل سورية.


نصر المجالي: قال هاموند وفابيوس في مقال مشترك، نشره موقع وزارة الخارجية البريطانية، إن بشار الأسد لا يكتفي فقط بشنّ حرب ضد شعبه من القصر الذي يقبع به، بل إنه يحاول أيضا تلميع صورته أمام العالم.

واشار الوزيران إلى أن الأسد شنّ حربا أهلية بربرية "وهناك قائمة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، يزعم أنها باسم مكافحة الإرهاب، لكنها ارتكبت فعليا في سياق سياسة منهجية يطبقها النظام.

وتابع هاموند وفابيوس: ومن خلال وسائل الإعلام الغربية، يستغل الأسد فظائع المتطرفين ليطرح نفسه شريكا لنا لمواجهة الفوضى في بلده. ويبدو أن البعض يميل تجاه ذلك، قائلا إن ظلم وديكتاتورية الأسد، في وجه التطرف، أفضل من الفوضى.

ظلم وفوضى وتطرف

وقالا: "لكن في واقع الأمر، الأسد نفسه هو من يغذي الظلم والفوضى والتطرف، وفرنسا والمملكة المتحدة عازمتان على الوقوف معا لمواجهة هذه الأمور الثلاثة".

وأكد وزيرا الخارجية أن هذا ما يدعونا للتشكك الشديد حيال ما يبدو أنه موافقة من الأسد على وقف قصف مناطق المدنيين في حلب لمدة ستة أسابيع، وهو الاتفاق الذي توصل إليه مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.

ورحب هاموند وفابيوس بجهود وتفاني المبعوث الأممي دي ميستورا "ونريد جميعا أن نرى انخفاضا حقيقيا ومستداما بمستويات العنف. لكن أفعال الأسد في ما مضى تعني أن لا يمكننا تصديق ما يقول".

وقالا: وعلينا ألا ننسى استخدام الأسلحة الكيميائية، والعنف العشوائي ضد المدنيين السوريين، والصور المروعة من جرائم التعذيب والقتل في سجون الأسد التي كشفها للعالم منشق عن النظام يُعرف باسم قيصر.

الأسد الضعيف

وأكد الوزيران: والواقع هو أن الأسد بات الآن أضعف كثيرا مما كان قبل عام، وما برح يزداد ضعفا. وأصبح جيشه مستنزفا، مع ارتفاع تسرب جنوده من الجيش، وأجبر على تجنيد مرتزقة من مناطق تبعد حتى آسيا. وهو الآن لعبة بأيدي الجهات الداعمة له من المنطقة، مثل حزب الله، التي تعتبر القوة وراء النظام الحاكم في سورية.

وتابعا في المقال إن الأسد لم يعد هو المسيطر على زمام الأمور في بلده، فقد خسر أراضي في الشمال حيث تقاتل جماعات المعارضة المعتدلة بكل شجاعة. وفي شرق البلاد لا يبدي الأسد أي مقاومة لمقاتلي داعش. وفي غرب البلاد أحكم موالون لتنظيم القاعدة قبضتهم على المنطقة. وباتت حدود البلاد مخترقة من كافة الجهات.

ورأى وزير خارجيتي بريطانيا وفرنسا أن اقتراح الأسد كحل لمواجهة المتطرفين يعني عدم فهم مسببات التطرف، فبعد سقوط 220,000 قتيل واضطرار ملايين السوريين للنزوح عن بيوتهم، من الغباء والسذاجة افتراض أن غالبية السوريين على استعداد للعيش بإرادتهم تحت سيطرة من أحال حياتهم إلى عذاب. وإن عمدنا إلى تحطيم أحلامهم بأن يكون لهم مستقبل أفضل بدون الأسد فإن ذلك سيكون عاملا في تحول مزيد من السوريين للتطرف، ودفع المعتدلين نحو التطرف بدل العكس، وتثبيت موطئ قدم الجهاديين في سورية.

هزيمة داعش

وشدد هاموند وفابيوس على القول: وبالتالي للحفاظ على أمننا القومي علينا هزيمة داعش في سورية. ونحن بحاجة لشريك في سورية للعمل معه لمواجهة المتطرفين، وهذا يعني تسوية سياسية يتفق عليها الأطراف السوريون وتؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في سورية. ومن المرجح أن يشمل ذلك بعض أقسام هيكل النظام الحالي، والائتلاف الوطني، وغير ذلك من المعتدلين ممن يؤمنون برؤية تمثل الجميع في سورية، واحترام مختلف أطياف المجتمع السوري. إلا أن من الواضح لنا بأن الأسد لا يمكن أن يكون طرفا في أي حكومة كهذه.

وخلص الوزيران إلى القول إن من شأن عملية الانتقال هذه أن تتيح للشعب السوري استعادة الأمل بشأن المستقبل، وأن تتيح لنا معالجة جذور مسببات وجود داعش، وهو ما نركز بجهودنا السياسية عليه. تلك ليست بمهمة يسيرة، وعلينا جميعا أن نؤدي دورنا كل بطريقته. لكن فرنسا والمملكة المتحدة لن تألوَا جهدا لتحقيق هذا الهدف.