شارك وزيرا خارجيتي الأردن والمغرب في الاجتماع الوزاري المشترك الرابع مع وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، الذي عقد في الدوحة برئاسة وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية الثلاثاء.


نصر المجالي: ناقش الاجتماع الوزاري العديد من القضايا التي تنظم علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الاردن والمغرب ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما عقد وزراء التعاون اجتماعًا مماثلاً مع وزير الخارجية اليمني.

وأكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة متانة ورسوخ وتميز العلاقات الاخوية بين الاردن ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي يقودها ويرعاها الملك عبدالله الثاني وإخوانه قادة دول المجلس.

وجدد جودة شكر وتقدير الأردن العميقين للمنحة التي أقرها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لتمويل المشاريع التنموية الاردنية على مدى خمس سنوات لدعم جهود الأردن في مجابهة التحديات الاقتصادية التي يواجهها، خاصة تلك الاعباء التي يتحملها الاردن جراء استضافته ما يفوق 1.4 مليون لاجئ سوري والأعباء الهائلة المترتبة على ذلك.

وفي كلمته التي ألقاها في الاجتماع، أكد وزير الخارجية الأردني أن الاردن حرص على الدوام لتعزيز وتوثيق عرى التعاون الأردني – الخليجي والعمل على تحقيق شراكة استراتيجية مميزة بين الجانبين.

وقال انه لتحقيق هذا الهدف عقدت لجان العمل المشتركة اجتماعاتها خلال هذا العام لبحث اسس وترتيبات مختلف اوجه ومجالات التعاون من اقتصادية وتعليمية وثقافية وإعلامية وغيرها، وقد جاءت هذه الاجتماعات والطريقة الجدّية والعملية التي سادت مباحثاتها لِتعكس حرص دولنا الاكيد على تنفيذ ما تضمنته خطة العمل المشترك التي اعتمدتها دول المجلس والاردن خلال الاجتماع الوزاري الذي انعقد في المنامة في شهر تشرين الثاني لعام 2012.

الشراكة الاستراتيجية

وعبر جودة عن امله بأن تُسهم الجهود التي قامت بها تلك الفرق منذ الاجتماع الثالث، الذي انعقد في دولة الكويت الشقيقة بتاريخ 27/11/2013، في تعزيز العلاقات المميزة التي تربط بيننا، وفي وضع الإطار الأمثل لشراكة إستراتيجية مميزة تهدف إلى تعزيز مسيرة التنمية والاستثمار وتخدم الأهداف والمصالح المشتركة.

وقال الوزير الأردني: لقد نظرت اللجنة المشتركة للتعاون والمُشكّلة من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين للمملكة الأردنية الهاشمية ووزارات خارجية دول مجلس التعاون والأمانة العامة لمجلس التعاون، خلال اجتماعها الذي انعقد في دولة الكويت الشقيقة بتاريخ 27/10/2014، في التوصيات التي رفعتها فرق العمل المشتركة بشأن تنفيذ خطط عملها المشترك، معربا عن شكره وامتنانه للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على الجهود التي بذلتها بالتنسيق مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين لتحديد جدول زمني لاجتماعات فرق العمل المشتركة للتعاون بين الأردن ودول مجلس التعاون.

تحديات كبيرة

وقال جودة: اننا نجتمع اليوم في مرحلة تشهد فيها منطقتنا تحديات كبيرة تنامت وتعمقت بشكل كبير وهي تحديات لا بد لنا أن نواجهها بمواقف مشتركة وجهد منُسق، ولعل أهمها قضية العرب والمسلمين الأولى القضية الفلسطينية، كما أكد صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بأن :"القضية الفلسطينية مصلحة وطنية عليا، والقدس أمانة في عمق ضميرنا، وبأن الأردن سيستمر في التصدي بشتى الوسائل للممارسات والسياسات الإسرائيلية الأحادية في القدس الشريف والحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية حتى يعود السلام إلى أرض السلام".

واكد أن التصعيد الخطير الذي تمارسه اسرائيل وخاصة في الآونة الاخيرة مرفوض كلياً، وأن الاردن من منطلق الوصاية الهاشمية التي يتولاها جلالة الملك عبدالله الثاني على الاماكن الاسلامية والمسيحية، مستمر في التصدي لهذه الممارسات بكافة الوسائل الدبلوماسية والقانونية وخاصة من خلال عضويته في مجلس الامن الدولي.

الممارسات الاسرائيلية

وأشار الى ان المملكة ارسلت رسائل واضحة حول خطورة هذه الممارسات الاسرائيلية التي تؤجج العواطف والمشاعر الدينية حول العالم وعلى اسرائيل ان تأخذ الموقف الاردني هذا على محمل الجد وبوضوح وان تلتزم بالحفاظ على الوضع القائم في الاماكن المقدسة، وخاصة المسجد الاقصى والحرم القدسي الشريف.

وقال إن الاحداث الخطيرة والمرفوضة التي شهدها المسجد الاقصى مؤخرًا من اقتحام لقوات الشرطة الاسرائيلية واستخدام الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والدخان ضد المصلين والاضرار التي نتجت عن استخدام القوة، تعتبر بمجملها تصعيدًا خطيرًا يتطلب هذا الموقف الاردني الحازم والواضح، مشيرًا الى ان الاردن تقدم بشكوى رسمية لمجلس الامن الدولي حول الانتهاكات والاعتداءات والاستفزازات الاسرائيلية المستمرة والتي تخرق القانون الدولي والقانون الدولي الانساني وجميع المعاهدات والمعايير الدولية.

واكد وزير الخارجية الاردني أن الأردن سيواصل حشد الجهود الدولية لإعمار غزة كما سيعمل لضمان عدم تكرار هذه الدائرة من العنف والحرب وانعدام الأمن للمنطقة بأسرها والذي لا يمكن معالجته إلا من خلال إنهاء السبب الجذري للنزاع وهو الاحتلال باستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لايجاد حل دائم للمشكلة الفلسطينية والسماح لشعب فلسطين بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

التصدي للإرهاب

وقال جودة إن الارهاب الذي تعاني منه منطقتنا يُشكل تحديًا كبيراً للعالم، لقدرته على التغلغل في المجتمعات واستغلال النزاعات الأمنية أو السياسية والتصدعات في الوحدة الوطنية للدول.

واضاف إننا في الأردن، وكما أكد الملك عبدالله الثاني نرى من واجبنا الديني والإنساني أن نتصدى بكل حزم وقوة لكل من يحاول إشعال الحروب الطائفية أو المذهبية وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، لذلك فإن الحرب على هذه التنظيمات الإرهابية هي حربنا (حرب الاسلام المعتدل ضد الاسلام المتطرف وكل من يدعمه أو يتبناه، فنحن مستهدفون ولا بد لنا من الدفاع عن أنفسنا وعن الإسلام ومحاربة التطرف والإرهاب بمحاوره المختلفة (سواء اكانت عسكرية أو امنية أو ايدولوجية).

الأزمة السورية واللاجئون

وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، أعاد جودة التأكيد على موقف الاردن الداعي الى ضرورة الحل السياسي للازمة في سوريا بما يحقن الدماء ويحقق الانتقال السياسي بما ينسجم مع الطموحات المشروعة للشعب السوري، ويعيد الأمن والاستقرار لسوريا، ويوفر البيئة اللازمة لعودة أبنائها اللاجئين إلى ديارهم.

واشار جودة الى الدور القومي والإنساني الذي يقوم به الأردن تجاه الأشقاء اللاجئين السوريين على أراضيه، مشيراً الى ان حجم الدعم لم يرتقِ إلى مستوى الأزمات وتبعات استضافة اللاجئين، وان كان للأردن أن يستمر في هذا الواجب نيابة عن المجتمع الدولي فلا بد من تقديم الدعم اللازم للأردن بهذا الخصوص.

وحول تطورات الاوضاع في العراق، اكد جودة دعم الأردن الكامل للأشقاء العراقيين في مساعيهم لترسيخ الأمن والاستقرار في العراق، الذي يشكل أمنه واستقراره ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة، وحرص الأردن الكامل على وحدة العراق، ووقوفه إلى جانب الشعب العراقي الشقيق في سبيل بناء بلده وتمكينه من تعزيز وحدته الوطنية، وتحقيق الوفاق بين جميع مكوناته وفقاً للتعددية والديمقراطية وأهمية إشراك جميع أطياف الشعب العراقي في بناء حاضر ومستقبل العراق.

وعلى صعيد الوضع في اليمن، اكد جودة دعم الحكومة الشرعية هناك ودعم جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي الهادفة لتعزيز امن واستقرار اليمن. كما اكد دعم الحكومة الشرعية في ليبيا، والتصدي لكل من يحاول زعزعة امن واستقرار واستقلال الأراضي الليبية ووحدتها الوطنية.