غزة: تحديات وأولويات

05-09-2014

يأتي اتفاق وقف إطلاق النار المفتوح ليبشر بتوقف النزاع الذي استمر 51 يومًا في غزة، ويتيح الفرصة للجنة الدولية للصليب الأحمر بالاشتراك مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتعزيز جهودهما لمد يد المساعدة لمن تبدلت حياتهم بصورة مأساوية نتيجة النزاع.

يقول السيد "كريستيان كاردون"، رئيس مكتب اللجنة الدولية في غزة: " كانت طواقمنا تعمل في الميدان خلال الأزمة. وسوف نعزز جهودنا في الأسابيع والأشهر المقبلة من عمليات التعافي من خلال التعاون الوثيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

واستطرد قائلاً: "غير أن المساعدات الإنسانية لا يمكنها فعل أشياء كثيرة، إذ يتعين على أطراف النزاع معالجة المشكلات الأساسية في أي اتفاق تتوصل إليه في نهاية الأمر. وتدعو اللجنة الدولية بوصفها منظمة إنسانية إلى تعافٍ مستدام من الأزمة".

وأضاف السيد "كاردون": "وسوف نتشاور مع الأطراف كذلك حول ممارساتها خلال هذه الحرب، إذ إن حجم المعاناة الناجمة عنها  كان غير مقبول، وثمة دروس وعبر يجب أن تستقى من هذه التجربة".

تعزيز المساعدات لتلبية الاحتياجات العاجلة

سوف يستغرق الأمر شهورًا بل ربما أعوامًا بالنسبة لكثيرين حتى يتمكنوا من الخروج من هذه الأزمة واستعادة أسباب العيش المستدامة. وكذلك سوف تتطلب البنية التحتية للمياه والكهرباء برامج إعادة بناء طويلة المدى.

إن اللجنة الدولية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اثنتان من وكالات عديدة للصليب الأحمر والهلال الأحمر معنية بتقديم مساعدات إنسانية في غزة. ومع ذلك، فإنه مع الوصول إلى فهم أفضل للمدى الكامل لحجم الضرر الحاصل سوف تحتاج المساعدات الإنسانية إلى التعزيز بصورة كبيرة حتى تتمكن من تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا.

ويضيف السيد "كاردون": "لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني دور حيوي تلعبه في مرحلة التعافي الطارئة، عن طريق  ما لديها من مراكز إسعاف وأخرى طبية والمئات من المتطوعين البارزين بحق".

الأولويات

  • إيصال المساعدات الطارئة لمئات الآلاف من الناس بحيث يمكنهم أن يعولوا أنفسهم من جديد. وتركز اللجنة الدولية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على حوالي 150 ألف شخص تعد احتياجاتهم هي الأكثر إلحاحًا.
  • تنفيذ عمليات إصلاح رئيسية في أنظمة المياه والكهرباء.
  • المساعدة على استعادة الخدمات الطبية الأساسية.
  • تخفيف حدة المخاطر التي تشكلها القذائف والذخائر الأخرى غير المنفجرة.
  • رصد المعاملة التي حصل عليها كل من احتجز أثناء النزاع.
  • إعادة التواصل بين أفراد العائلة ممن تشتت شملهم.
  • جمع  الجثث

العمل سويًا

سعت اللجنة الدولية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خلال الأعمال العدائية إلى تقديم الرعاية العاجلة لآلاف الأشخاص في المناطق الأكثر تضررًا في غزة.

وأعدت المنظمتان تقييمات مشتركة لتحديد ما يحتاجه السكان وإمدادهم بالمساعدة الطارئة.

يقول السيد "كاردون": "سوف نستمر في العمل مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتوزيع المساعدات على المحتاجين. ونحن نعزز في الوقت الحالي قدراتنا لزيادة عدد الأشخاص الذين يمكن أن نساعدهم".

ضمان الالتزام بقوانين الحرب

تولت فرق من الخبراء توثيق الطريقة التي حكمت سير  العمليات العدائية في غزة وتحليلها. وسوف تضاف الاستنتاجات التي خلُصت إليها اللجنة الدولية إلى تقرير سري سوف تقدمه إلى الطرف المعنيّ. وسوف تطلب اللجنة الدولية عن طريق الحوار الثنائي السري من الأطراف أن تلقي نظرة جادة وناقدة على أفعالها وأن تضمن أن تسفر الالتزامات المعلنة بالامتثال للقانون الدولي الإنساني (المعروف كذلك باسم قوانين الحرب) عن تدابير  تصحيحية ووقائية ملائمة وملموسة.