وصل خطر التطرف الإسلامي إلى دول آسيا والمحيط الهادئ، فتناست كل خلافاتها، وعادت إلى توثيق تعاونها الأمني، للحد من أخطار تنظيم الدولة الاسلامية، ومنعه من تنفيذ عمليات إرهابية على أراضيها.


إعداد عبد الاله مجيد: حذر خبراء أمنيون من أن تنظيم الدولة الاسلامية استطاع أن يمد أذرعه الاخطبوطية إلى بلدان كبيرة في آسيا والمحيط الهادئ. ففي اندونيسيا، أكبر بلدان المسلمين سكانًا، اعلنت جماعات اسلامية متطرفة في العاصمة جاكرتا وسوراكاتا ومدن اندونيسية أخرى وقوفها مع التنظيم.

وفي ماليزيا، اعتقلت الشرطة 19 شخصًا يرتبطون بتنظيم الدولة الاسلامية، كانوا يخططون لتنفيذ هجمات ضد حانات وملاهٍ ومعمل بيرة في العاصمة كوالا لمبور ومحيطها. وفي استراليا، تقدر الحكومة أن 150 من مواطنيها يقاتلون الآن مع التنظيم في سوريا والعراق، قُتل منهم 15 استراليًا حتى الآن، بينهم اثنان نفذا عمليتين انتحاريتين.

أنهيا التوتر

في مواجهة هذا الخطر، اتفقت اندونيسيا واستراليا على انهاء التوتر الذي اعترى العلاقات بين البلدين منذ اواخر العام الماضي، بعد أن كشفت الوثائق التي سربها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الاميركية إدوارد سنودن أن المخابرات الاسترالية كانت تتنصت على اتصالات الرئيس الاندونيسي ومستشاريه، بمن فيهم السيدة الأولى.

واتفقت الحكومتان الاندونيسية والاسترالية على اعادة تعاونهما الأمني وتبادل المعلومات في مواجهة خطر تنظيم الدولة الاسلامية الذي يهدد البلدين، مع التعهد بعدم التجسس على احدهما الآخر في المستقبل. وقال خبراء في مكافحة الارهاب إن هذا التعاون فرضته الطبيعة العابرة للقوميات والحدود لحركات جهادية حديثة مثل تنظيم الدولة الاسلامية.

بايع التنظيم

كان اسلاميون متطرفون نفذوا تفجيرات في العام 2002 في منتجع بالي الاندونيسي، أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص. وأعلن الزعيم الروحي للجماعة الجهادية التي نفذت التفجيرات ابو بكر باعشير مبايعة تنظيم الدولة الاسلامية من سجنه.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر رسمية اندونيسية أن نحو 60 مواطنًا اندونيسيًا يقاتلون مع تنظيم الدولة الاسلامية في الشرق الأوسط، لكن مصادر غير رسمية ترجح أن يكون الرقم أعلى بكثير.

وتخشى السلطات الاندونيسية أن يستهدف الجهاديون المحليون معبد بوروبادور البوذي، احد المعالم السياحية الكبيرة في جاوا وأكبر نصب بوذي في العالم، لا سيما أن صفحة ترتبط بتنظيم الدولة الاسلامية على فايسبوك توعدت بأن يدمر "مجاهدو الخلافة الاسلامية هذا المعبد في وقت قريب"، مثلما دمرت طالبان تماثيل بوذا في باميان في افغانستان في العام 2001.

إهانة للمسلمين

وكان الرئيس الاندونيسي السابق سوسيلو بامبانغ يودويونو وصف تنظيم الدولة الاسلامية بأنه اهانة للمسلمين ومنع كل مظاهر التأييد للتنظيم، فيما كثفت السلطات الاندونيسية جهودها لمكافحة التطرف على الانترنت. وفي ماليزيا التي أدان رئيس وزرائها نجيب رزاق جرائم تنظيم الدولة الاسلامية باسم الاسلام، شددت الحكومة اجراءاتها لمراقبة المواطنين الماليزيين الذين يسافرون إلى الخارج، وخصوصًا إلى الشرق الأوسط.

واتخذت استراليا اجراءات مماثلة على حدودها، واصدرت قانونًا يهدف إلى تعزيز العمليات الاستخباراتية لرصد مواقع التواصل الاجتماعي وإلزام شركات الاتصالات بحفظ البيانات الخاصة بالاتصالات الهاتفية واستخدام الانترنت لمدة عامين.