العدد 4331 - الأربعاء 16 يوليو 2014م الموافق 18 رمضان 1435هـ

بلاكمان: أدب الأطفال في بريطانيا لا يعكس التعدُّد العرْقي

مالوري بلاكمان
مالوري بلاكمان

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

يحدث اليوم في أوروبا خصوصاً وبعض دول العالم عموماً التفات وانتباه إلى ضرورة ألاّ يكرّس الكتّاب والمبدعون أعمالهم للعرقيات التي ينتمون إليها، دون الالتفات إلى الأقليات العرقية في مجتمعاتهم. في الروايات والقصص، يحدث كثيراً أن تكون الشخصيات الرئيسة في الأعمال هي من العرق الذي ينتمي إليه أولئك؛ عدا ذلك تكون الشخصيات الهامشية والعابرة حاضرة كومضة سرعان ما تتلاشى ولا أثر لها في تلك الأعمال ومجموعة القيم التي يُراد تمريرها وتثبيتها. مثل ذلك الانتباه والالتفاتة تنم عن قدر من المسئولية لا تقل عن مسئولية الكتابة وجدواها.

كريس غرين، يسلّط الضوء على تلك المسألة من خلال الكاتبة الانجليزية مالوري بلاكمان، في صحيفة "الاندبندنت" يوم الأحد (13 يوليو 2014):

الكتب التي تستهدف الأطفال والشباب لاتزال ناصعة جداً في توجّهها، وينبغي أن تشمل المزيد من شخصيات الأقليات العرقية.

وقالت مالوري بلاكمان، إن مشهد أدب الأطفال لم يعكس التنوع الثقافي للشباب في المملكة المتحدة، وهو الخلل الذي قد يدفع أطفال الأقليات العرقية إلى الإحجام عن قراءة وكتابة تلك النوعية من الكتب. واكتسبت تعليقاتها دعماً فورياً من مؤلفين آخرين.

وقالت بلاكمان لوكالة رويترز: "تم نشر عدد قليل جداً جداً من الكتب المصوَّرة في هذا البلد، والذي يتميز فيه الأطفال بتعدُّد ألوانهم". وأضافت "قد يكون لدينا الكلاب والقطط والأرانب والجراء، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأطفال، يتم نشر عدد قليل جداً في بلد يضم عرقيات مختلفة".

وأضافت مؤلفة سلسلة "الدوائر والصلبان" الموجَّهة إلى الشباب أنها عندما بدأت حياتها المهنية بالكتابة قيل لها، إن الأطفال البِيض لا يرغبون في قراءة الكتب التي تحتوي شخصيات سوداء.

وقالت، إنه لايزال هناك ما لا يكفي من التنوع العرقي بين الكتاب في بريطانيا. "أستطيع أن أعيّن 10 أو 15 من الكتّاب السود والأقليات العرقية في المملكة المتحدة، ولكن يجب أن أكون قادرة على تعيين ما هو أكثر من ذلك".

من جانبه، قال المصوِّر الشهير لشركة راولد دال بوكسن، كوينتين بليك، إن بلاكمان كانت "على الأرجح على حق"، مضيفاً أنه في كثير من الأحيان ضمّن شخصيات من الأقليات العرقية في الرسوم التوضيحية التي أنجزها حتى عندما لا يُطالب بذلك.

وأضاف "إذا كانت لديّ مجموعة من الأطفال فأنا أقوم عموماً ببعض أنواع المزج أو الخلط". "أدركت بمرور الوقت بأن واحداً من أنواع تعلم الأشياء، هو أن تذهب قدماً بدلاً من الاعتماد على ما هي القصة. الكتاب الذي رسمْته يوضح في كثير من الأحيان أن لديها مجموعة متنوعة من الشخصيات، ولكنها ربما ليست رئيسية.

"قبل عامين أو ثلاثة أعوام، قمت بإنجاز أول كتاب لدافيد ويليام "الفتى ذو الرداء"، والتي كانت حول صبي أبيض من الطبقة المتوسطة الدنيا. وقد طُلِب مني أن أقوم برسم 8 صفحات إضافية لأطفال آخرين في المدرسة، ممن لم يكونوا شخصيات في الكتاب. أعتقد أنه كان هنالك مزيج عادل في الكتاب استطعنا أن نحققه".

وأضاف، أن على كتّاب الأطفال أن يتحمّلوا مسئولية خلق شخصيات للأقليات العرقية بدلاً من ترك ذلك الأمر للرسامين أنفسهم.

وقال: "نحن بحاجة إلى أشخاص لوضع تلك الكتب"، مضيفاً، "حقيقة إن الأمر ليس متروكاً لي لوضع قواعد للكتّاب والرسامين ولكنني أعتقد أنهم سيصبحون على بيّنة وإدراك لأهمية ذلك. يجب أن تنبع تلك المسألة بشكل طبيعي من تلك الأشياء، وربما حين تتحدث مالوري عن هذا الأمر، قد تجعل الناس أكثر وعياً نوعاً ما، ولكن عليك أن تكتبها بشكل صحيح، ولا يمكنك أن تفعل ذلك أو تخضعه لنظام الحصص أو شيء من ذلك القبيل".

إلى ذلك، قال مؤلف وكاتب السيناريو الذي كتب سلسلة أليكس رايدر، وهي من روايات التجسّس للمراهقين، انتوني هورويتز: "كانت جائزة الكتابة للأطفال على حق في إثارة هذه القضية". مضيفاً، أنها كانت "بطلة رائعة لرواية الشباب البالغين وللقرّاء والكتّاب السُود".

لكنه أضاف "هل يستطيع كتّاب مثلي المساعدة في هذا الأمر؟ لست متأكداً. عندما أحاول كتابة شخصية من خلفية عرقية فأنا لن أكتب من تجربتي الخاصة، وربما قد أضع نفسي أمام أنواع من الاتهامات لا نهاية لها؛ والرمزية منها تحديداً. هل كنت أرعى ذلك النوع من الكتابة؟ وهل عملي أن أحكي قصة أم المساعدة في تشكيل المجتمع"؟ "نحن ببساطة في حاجة إلى خلق المزيد من مالوري. وأنا متفائل لهذا الأمر. انظروا لستيف ماكوين، إدريس إلبا، ليني جيمس، بن أوكري أوزوالد بواتينغ، وغيرهم كثير في كل مجال من مجالات الثقافة والإعلام، وهناك السُود الذين يصنعون العلامة الخاصة بهم".

في العام الماضي (2013)، وجدت دراسة أجراها مركز الأطفال التعاوني للكتاب في جامعة ويسكونسن أن من بين 3200 كتاب نشرت للأطفال في الولايات المتحدة في العام 2013، لم يكن بينها سوى 93 كتاباً حول السُود.

يذكر، أن مالوري بلاكمان، كاتبة بريطانية، ولدت في 8 فبراير/شباط 1962. تخرجت من الكلية الوطنية للسينما والتلفزيون. ركّزت في جل كتاباتها وإصداراتها على فئتي الأطفال والشباب، وتحول جزء من أعمالها إلى أعمال درامية وتلفزيونية. وقالت إنها استخدمت الخيال العلمي لاستكشاف القضايا الاجتماعية والأخلاقية. وجهت مالوري انتقادات لاذعة في سلسلة "الدوائر والصلبان" التي نشرت في نوفمبر/تشرين الثاني 1990 وكشفت الواقع المرير للعنصرية.

قالت عن نفسها: "أنا مجرد مالوري بلاكمان، امرأة وكاتبة سوداء".

ترجمت أعمالها إلى أكثر من خمس عشرة لغة منها الإسبانية والألمانية واليابانية والصينية والفرنسية.

وحققت رواية لبلاكمان موجهة للمراهقين بطلتها شابة في السادسة عشرة من العمر جنَّدها تنظيم إرهابي لتصبح انتحارية، مبيعات كبيرة في بريطانيا بعد شهر من الاعتداءات الدامية التي استهدفت لندن.

وحلت روايتها "الشاه مات"، في المرتبة الثانية من مبيعات الكتب المخصصة للمراهقين في سلسلة متاجر "ووترستونز". وخرجت الرواية إلى الأسواق في 30 يونيو/حزيران؛ أي قبل أيام من اعتداءات السابع من يوليو/تموز، وقد بيعت 36 ألف نسخة منها حتى الآن.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً